الأربعاء، 26 فبراير 2020

عشيــــرة السليفانــــي

عشيــــرة السليفانــــي:

إحـدى العشائر الكــردية الكبــرى القديمــــــــة الشهيــرة بالسلوانيــــــة = سليفانيــــة. كمـــــا دعيــــــت بلــــــــدة (ميافارقين)ب(سليوان) نسبة إلــيها. ولــــديها تــــاريخ عريض ومفعم باشجاعة و ولد منها الكثير  من الأبطال والشجعــــان. إنــــها بطبيعتها مــن العشائر المستقــــرة ومــــوطنها الحــالي ركن يؤلفه دجلة والخــــابــور. في الماضي كان يمر بموقعها الطريق الملوكي الشهير عــبر سمـيل والعاصي ونصيبين إلى بلاد أرضروم والغــــرب. وكان يسلكه الاكديون والآشوريون لأغراضهم التجارية في حملاتهم العسكريــة على بلاد الكــــرد. في الـــوقت الحاضر يمر الطريق الوحيـــد الذي يربط العراق بـأوربا. ولـــسبب وقوعها عند متلقي ثلاث دول العـــراق بتركيا وسوريـــا. فأصــبح لهـــا أهمية تجارية ســــاعـدت على انتعاش المنطقة اقتصادياً.
لها رقعة جغرافية واسعة تضم اربعة مناطق هي (لهف - ليف، سينا - زيباريا - داودبادا) تكون ناحيـــة باسمها مركزها كانت قرية العاصي.
خارطة عشيرة السليفاني 

_____________________

*سليوان = سليفان : حالياً قضاء باسمها ضمـــن ولاية بدليس بتركيا بالقرب منها ضريـــــح الرجـــــل الصالح (اويس القرني - ويسي القرني) كما توجد قرية بنفس التسميــة على الحدود الايرانية التــركية تـوفي فيهــــا المغفـور له الشيخ محمد علي الاتروشي واخيه محمد انور رحمهما الله.
*ليف - لهف : الاستاذ خالد محمد شريف السنــــدي في كتابــــه (زاخو وامارة سنديان المطبـــوع سنــة 2005 بتحدث فيه عن زاخو وعشائرها بايجاز. الحق يقال انه قـد ذكر معلومات تاريخية قيمة عن عشيرته السنديـــة. والمثـــل الدارج يقول :"أهل مكة أدرى بــــشعبها". أمـــا بخصوص عشائر الاخـــرى يبـــدوا ان لم يتمكــــن مـــن الـوصول إلى المعلومات الدقيقة عنها والسليفانية منها  بـــشكل خاص لهذا وقع في أخطاء اكاديميــــة. ففــــي الصفحة ٧٩ من كتابه المشار اليه قد أضاف إلى عشائر المنطقـــة = وتتبع زاخــــو حتــــى سنـــــة ١٩٧٨. لسبب استحداث قضاء سميل انشطرت إلى ناحيتين الاولـــى دعيت ب(رزگاري) في مجمع ابراهيم الخليل. والثانية سميت باتيل نسبة إلى القرية المنقولة اليها. فاصبحت للعشيرة تواجد في قضائين. يحدها شمالاً نهر الخابور حتى إلتقائه بدجلة بالقرب من قرية(قراوولا)ويحيط بها من جهتي الغرب والجنوب نهر دجلة. وشرقاً التلال الواقعة شرقي قرية(مرونة)وبعض قرى الدوسكية من جهـــة لهــف. في اقصى غربها تبدأ من قريــة (ديربون)
سلسلة جبليـــة تمتد نحو الشــرق تــنتهي فــي دهـــوك. وتدعى(جبل بيخير)او(جبل الابيض)طبيعـة الاراضـــي الواقعــــة بيــنها وبيـن نهر خابور تتغلب عليها الطابـــــع الجبلي حيث تكثر فيها التلال والوديـان العميقـــة لـــذا
تقل فيها الزراعة الحبوب وهي تصلح لـــرعي الاغنـــام.
أما أراضي منطقتي دودبادا وسينا فهي أراضي سهليــة تـبدأ من قرية فيشخابور وتتجه نحــو الشـــرق حتــــى آلوكــا .قديماً كان تطلق عليها تسمية(باهدرا-بانوهدرا). الأهالي قديماً كانوا يدعونها ب(دەشتا دووبان) وتعني (ســـــهل ذو سطحين)تزهو في سهولها الخصبة بساتين الأشجار وحقول الحبوب الحبوب تمتاز بكثرة خيراتها لزا شهدت الكثير من ألوان الحياة وأحداث الزمن تفاعل فيها الإنسان على المكـان عبر التاريــــخ. العامــــري في الجزء الثاني من كتابـة(موسوعــة العشائــر العراقيــــة) ص29 قد قسمها إلى عشيرتين هما عشيرة ملا طيــــب وعشيــرة شمدين آغا أرى هذا الأدعاء ليــــس لـه أدنــى نصيب من الصحة وبعيد عن اصواب. وخــــلاف للواقـع العشائري في منطقـة والمصـــادر التاريخيـــة القديمـــة والمعاصرة أسرة شمدين آغا وليست عشيــرة شمديــــن آغا كما ورد في كتاب المشار إليه. وبيت مـلا طيـــب او بيت(عبدي غزالة). الصواب انهما من بطون العشيرة الا انـها تنقسم إلى قسمين او إلى فرعين هما فرع دودبادا وسينا.
___________________________

تسميتها:
تختلف الآراء بشانها. العامري الذي سبق ذكره يقول في الصفحــــة نــفسها من كتابه المشار اليه انــــها دعيــــت بالسليفاني لان تتألف من كلمتين وتعني (سهل الزراعة) في شمال العراق. ويكمل العامري قولــــه فـــي وســــط الصفحة ذاتها. ان تسميتها قد جاءت من (صلييانا) التي تعني في اللغـــة الاراميـــة (الصليبـــي) والباء تلفظ في لسان الكرد فاءاً مثلثاً كالحرف الافرجي.
والبــدليسي في صص٢٦٥ من كتابه شرفنامة يقول:"ان تسميتهم باسم السليمانية = السليفانية يجوز ان يـكون من اخلاف سليمان بن عبدالملك ابن مـروان من الملوك المروانية". وقد ذكر محمد امين زكـي في كتابه (تاريخ الدول والامارات الكردية في العهد الاسلامـي) ص٢٧٣: انها دعيت بهذه التسمية نتيجة تحويـــر لاســم سليمان لان الكرد ينطقون سليمان هكــــذا سليـــوان = سليــفان وكاوه العمادي يقول:"انها كانت موجودة بهـــذا الاســـم منذ القرن الرابع الميلادي".
ان تفسير العامري الاول بعيد كل البعـــد عــن الصـــواب كون التسمية لا تتالف من كلمتين وانما كلمـــة واحـــدة وهي (سليفان) ولا تعني (سهل الزارعة) ابداً. اما توجـد سهـــول خصبة في مناطق متفرقة من بــلادنا فلماذا لا تــدعى بالسليفاني؟ وتفسير العامري الثاني بعيـــد عــن الحقيقة والواقـــع. كون الكـــورد لا ينطقون البـــاء فاءاً مثلثة كاحرق الإفرنجي لم اجد كردياً ـد نـــطق بـــغداد ب(ڤغداد). الكورد قد يحذفون بعض حروف الأسم إما لسهولة النطق كما نجد البعض من هم يدعون (بغداد) ب (بەغا) او (بەغدا) وآخرون يغيرون السمــاء للإكراه ويلحقون بنهاية الاسم حرف الــواو، والتغيير يكــــون احيانــاً للمحبة مثلاً عثمان ينادنه عتمــان او عتــــــێ.
ولا يمكن الاعتماد على رأي البدليسي لان رائحة الشك تفوح من رايه لاستعماله كلمة يجوز. والراي القائل ان التسمية قد جاءت نتيجة لاسم سليمان اقرب للصواب. واستناداً إلى راي كاوه العمادي انها تعتبر من العشائر التي احتفظت باسمها عبر تاريخها الطويل.
العامري المار الذكر يختم قولـه في نهايـــــة ص٢٩ من كتابه المشار اليه ويقول:"العشيــرة تنسب نفسهــــا الى مروان بن محمد أخـــر خلفــــاء بني اميـــة" لا اتفق مع العامري في رأيه لأن العشيرة كانت موجــــودة قبـــــل الميــــلاد وقبــل ظهور الاسلام. السليفانيون بطبيعتهم شجعان يقرون الضيف ويكرمون النزلاء فابناء العشيرة عندما اكرموا ابناء مروان الفارين بجلودهم من انتقام العباسين منهم. والسؤال يطرح نفسه هل ان مثل هذا التعامل يعني بان العشيرة اصبحت اموية؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق